التخطي إلى المحتوى

انباء برس – متابعات :

بعد زيارة ، نانسي بيلوسي، إلى تايوان والذي أثار مخاوف من إحتمال وقوع حرب بين الجارتين، مما اثار تساؤلات حول المدى الذي ممكن أن يصل إليه التصعيد.

وكانت زياره بيلوسي، وأعلى مسؤولة أميركية تصل الى تايبيه منذ 25 عاما، أثارت غضب الحكومه الصينية التي ردت بإدانة وصولها وقامت بمناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان والتي تعتبرها جزءا من الصين.

وفي أحدث حلقة من مسلسل التصعيد الصيني، توعد وزير الخارجية، وانغ يي، الأربعاء بـ”معاقبة المسيئين للصين”، وكانت قد استدعت الحكومة،الصينيه السفير الأميركي، نيكولاس بيرنر، مساء الثلاثاء، للتعبير عن “احتجاجات حازمة على الزيارة”.

وتوعدت وزارة الدفاع الصينية “بالقيام بأعمال عسكرية محدوده الأهداف”، عبر سلسلة من المناورات العسكرية حول الجزيرة، تبدأ الأربعاء، بما في ذلك “إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى” في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.

وعلى غرار ذالك وصفت وزارة الدفاع التايوانية، التدريبات العسكرية الصينية بـ”انتهاك صارخ لسيادة الجزيرة”، واكدت أنها ستدافع بحزم عن أمنها وستواجه أي تحرك ينتهك السيادة الإقليمية، وسترفع من مستوى اليقظة بناء على مبدأ تجنب الحرب.

واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية، سون لي-فانغ، في مؤتمر صحفي إن “بعض قطاعات المناورات الصينية تتداخل مع المياه الإقليمية لتايوان”، واصفا التحركات الصينية بـ”عمل غير عقلاني ومزعزع يهدف لتحدي النظام الدولي”.

ومنذ 1979 تعترف الولايات المتحده الامريكيه بحكومة صينية واحدة فقط وهي حكومة بكين لكنها استمرت في تقديم الدعم للسلطات التايوانية لا سيما عبر بيع الأسلحة لتايوان.

عادتا ما تمارس الولايات المتحدة سياسة “الغموض الاستراتيجي” إذ تمتنع عن قول ما إذا ستقوم بالدفاع عن تايوان عسكريا أم لا في حالة حدوث عدوان صيني، بحسب فرانس برس.

وهذه ليس المرة الأولى التي يصل فيها التوتر والتصعيد إلى هذا المستوى بين الجانبين، فقد وقعت أزمات مشابهة بين بكين وتايبيه في أعوام 1954 و 1958 ومنتصف التسعينيات، وفقا لموقع “NPR”.

وفي عام 1995، قام الرئيس التايواني، لي تنغ هوي، بزياره الولايات المتحدة، وألقى خطابا في جامعة كورنيل، حول ما أطلق عليه “تجربة الديمقراطية في تايوان”، والذي تسبب في اشتعال أزمة بين بيكين وتايبيه، وفقا لمجلة “فورين أفيرز”.

وفي عام 1996، قامت الصين بمحاوله تعطيل الانتخابات الرئاسية في تايوان، من خلال القيام ب “تجارب صواريخ”، وقامت الولايات المتحدة في حينه بإرسال حاملات طائرات إلى المنطقة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ويستشهد الخبير العسكري والاستراتيجي، المقيم في واشنطن، إسماعيل السوداني، بتلك الواقعة التي عرفت باسم “أزمة مضيق تايوان الثالثة”، مشيرا إلى أن “التصعيد والتوتر بين الصين وتايوان مستمر منذ سنوات عديده”.

واشتعلت الأوضاع بين الصين وتايوان في ذلك الوقت، وتحركت بيكين عسكريا ضد تايبيه واستهدفت مواقع داخل الجزيرة بالصواريخ”، ما تسبب في وقوف المنطقة على “صفيح حرب ساخن”، وفقا لحديث السوداني لموقع “الحرة”.

ولذلك تعد الأزمة الصينية التايوانية “قديمة متجددة” ودائما تحدث بين فترة وأخرى بين الطرفين، وتتدخل خلالها الولايات المتحدة لدعم “الديمقراطية في تايبيه”، حسب حديث السوداني.

من جهتها تصف الصحفية الصينية، فيحاء وانغ، ، في حديث مع موقع “الحرة”، زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان بـ”الخطيرة والمزعزعه لاامن الصين”، مؤكدة أن “الصين ستقوم بسلسلة من الإجراءات للرد على ذالك”.

وتؤكد أن البحرية الصينية ستواصل “المناورات بالذخيرة الحية” بالقرب من الجزيرة خلال الفترة القادمة، وستقوم بدوريات حول تايوان بشكل مستمر في المستقبل.

تجيب وانغ بالقول: “بكين تنتظر ردود فعل الولايات المتحدة وتايوان حول الزيارة”.

وعن طبيعة ذلك الزياره والتصعيد، تقول: “هذا سوف يتوقف على رد فعل واشنطن وتايبيه إيذاء الرفض الصيني للزيارة”.

ومن جهته، يتوقع السوداني أن تلجأ الصين إلى “مناورات عسكرية بالعتاد الحي واستهداف محدود للجزيرة ومحيطها”، لحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام المحلي والدولي.

وتطرقت وانغ إلى “احتمالية وقوع حرب بين بكين وتايبيه”، لكنها وصفت تلك الاحتمالية بـ”غير المرجحة في الوقت الحالي”.

ووفقا لحديث وانغ، فإن “الصين تمتلك عدة اختيارات لمعاقبة تايوان دبلوماسيا واقتصاديا بدلا من شن حرب مباشرة”، مشيرة إلى أن “المواجهة العسكرية خيار أخير لدى بيكين”.

وتوقع السوداني “استمرار التوتر الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي بين الصين وتايوان”، مضيفا أن “التصعيد الحالي لن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك”.

وفرضت بكين بالفعل عقوبات اقتصادية على تايبيه، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي.

وعلقت الصين، الأربعاء، استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة، وفقا لـ”فرانس برس”.

وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، وسجل التبادل التجاري ارتفاعا بنسبة 26 في المئة عام 2021، ليصل إلى 328 مليار دولار.

واستبعد السوداني “سيناريو الحرب الشاملة بين الجانبين”، وتحدث عن “القوة العسكرية الصينية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “امتلاك تايوان قدرات بشرية وعسكرية تمكنها من إطالة أمد الحرب مع الصين”.

ويحتل الجيش الصيني الترتيب الثالث بين أقوى جيوش العالم، بينما تحل تايوان في المرتبة 21، وفقا لموقع “غلوبال فاير باور”.

مما جعل وانغ تصف “الحرب المباشرة بين الطرفين بالكارثية على مصالح الجميع”، مضيفة “لا أحد سوف يستفيد من الحرب”.

المصدر / الحره